عادل جرجس سعد : كتب د. محمد عمارة فى صحيفة المصريون بتاريخ 4/8/1009 بعنوان " هل هذا معقول " مفادة هو أن هناك تحولات دينية في إطار الثقافة العلمانية الغربية والسياسية العلمانية الغربية تعمل على محاربة الإسلام فى مقابل تبنى المسيحية كسياسة وثقافة وإتخذ من مشكلة إنضمام تركيا الى الاتحاد الأوربى نموذجاً لذلك بدعوى أن أوروبا قد أصبحت ( ناديا مسيحياً ) على حد توصيفه غير مسموح لتركيا الأسلامية دخولة والحقيقة فإن الدكتور عمارة قد جانبه الصواب فى تحليله إذ قال ما هو عكس الحقيقة بدون سند أو برهان أللهم بعض مقولات لبعض اصحاب الرأى الغربيين والتى لا تعبر فى النهاية إلا عن وجهه نظر أ صحابها ولا تنطق بالحقيقة ولا يمكن الاعتماد عليها كسند ونفند فيما يلى ما جاء بالمقال على النحو التالى :ــ إن توصيف تركيا بالدولة المسلمة هو إيحاء بأن تركيا دولة دينية وهذا غير صحيح ويعلمة الجميع فتركيا دولة علمانية وليست دينية وتوصيفها هكذا هو لدغدغة عواطف البسطاء الدينية نظراً لأن تركيا كانت مقراً لدولة الخلافة الإسلامية وبالتالى لا يجوز ان يتخذ من دولة علمانية نموذجاً إسلامياً لإظهار مدى الحرب التى يتعرض لها الإسلام فإن أراد عمارة ذلك كان علية أن يتخذ من بلداً إسلامياً نموذجاًــ الجملة التى بنى عليها الدكتور عمارة مقالة هى تصريح قديم جداً يعود الى عام 2005 حينما تعثرت المفاوضات بين تركيا والأتحاد الأوربى وجاء على لسان رجب طيب اردوغان كما نشرته صحيفة الأندبندنت البريطانية يوم 2 تشرين الأول2005 ، حيث قال "من لا يستسيغون وجود تركيا في الاتحاد الاوروبي هم ضد تحالف الحضارات. هم الذين سيدفعون الثمن وانا لا اغالي. وعلى أوروبا أن تثبت أنها ليست ناديا مسيحياً أبوابة مغلقة أما تركيا " وهو بتصريحه هذا كان يريد إستنفار الأوربيين للتسريع بإنضمام تركيا الى الأتحاد الأوربى فالمقولة هى إدعاء تركى وليست مبدأ اوربى .ــ إن الأتحاد الأوربى هو إتحاد يقوم على العلمانية الشاملة التى تنفى الدين عن الدولة وهو ما يحرص علية الأوربيون ولا يتهاونون فيه فلا يوجد مجال لتحكم أى دين فى سياسات وثقافات هذا الكيان وحتى لا يكون كلامنا مرسلاً فإننا نسوق الى الدكتور عمارة تصريحات البابا بندكت عقب توقيع “إعلان برلين”، الذي يعدّ ثاني خطوة تاريخية هامة بعد “إعلان روما” في مراحل التدرّج الديموقراطي الحّر الذي رسم مسار الاتحاد ، وشرّع أبواب الانضمام والعضوية فيه، وفق خطط منظمة ومدروسة لحفظ الأمن والسلام في القارة التي مزقتها الحروب والنزاعات عبر سنوات طويلة من التاريخ.وكان إعلان برلين ، الذي صاغته الحكومة الألمانية باعتبارها رئيسة الدورة حينذاك، بمثابة إعلان مبادئ حول الإنجازات التي حققها الاتحاد والأهداف التي يرمي إلى تحقيقها. ولم يتطرق الإعلان إلى ذكر “القيم المسيحية المشتركة” للاتحاد الأوروبي، لترك الباب مفتوحاً أمام تركيا.وهذا ما أثار رد فعل عنيفاً من جانب البابا بنديكتوس السادس عشر، الذي قال لدى استقباله المشاركين في مؤتمر ينظّمه الأساقفة الأوروبيون بمناسبة الذكرى الخمسين لتوقيع معاهدة روما في الفاتيكان، “لا يمكن بناء منزل أوروبي فعليّ مشترك عبر تناسي الهوية الخاصة بشعوب قارتنا، الهوية التاريخية والثقافية والأخلاقية، التي تتشكل من جملة قيم ساهمت المسيحية في إرسائها”. وندد بما رأى أنه “شكل من أشكال الكفر” لأوروبا، التي رغم رغبتها في تقديم نفسها على أنها “مجموعة قيم، فإنها تتجه أكثر فأكثر نحو رفض وجود قيم عالمية ومطلقة”. فالأمر ليس موجهاً ضد الأسلام فحسب ولكنه موجه ضد الديانات كلها والتى وصفها البابا بـ " القيم العالمية المطلقة "ــ إن السبب الرئيسى الذى يعطل إنضمام تركيا الى الأتحاد الأوربى ليس كونها بلداً مسلماً فهذا ولكن السبب الحقيقى هو مطالبة الإتحاد الأوربى باعتراف الأتراك بمسؤوليتهم عن تلك المذابح، التي وقعت ما بين 1915ـ 1923 وراح ضحيتها 1.5 مليون أرمني،كذلك مطالبة النمسا تركيا بالإعتراف بالمذابح التى قام بها القائد العثماني (قره مصطفى باشا) في عام 1683 عند أبواب العاصمة النمساوية فيينا ومحاصرته لها قبل أن يُهزم في معركة لا تزال تمثل حتى يومنا هذا "أحد أكثر الأحداث حضوراً في الذاكرة الوطنية للشعب النمساوي". وهى المطالب التى لم توافق عليها بل ترفضها تركيا وهناك أحب أن أذكر الدكتور عمارة بتاريخ تركيا الأوربى حتى يرى أن أوربا ليس نادياً مسيحياً فى مواجهه تركيا فيذكر أن تركيا تقدمت أول مرة بطلب العضوية في المجموعة الاقتصادية الأوروبية عام 1959 وفي عام 1963 وقع الطرفان اتفاقية ارتباط تقبل ضمناً ترشّح تركيا. وفي عام 1995 أصبحت تركيا طرفاً في الاتحاد الجمركي. وفي عام 1999 قبل الاتحاد الأوروبي طلب تركيا للترشح لعضويتهــأما قول الدكتور عمارة (قد ظل الدين ـ يقصد المسيحية ـ عاجزا كسلاح غربي في مواجهة الإسلام طوال الزحف الاستعماري الغربي علي عالم الإسلام..ولقد اتخذ أشكالا متعددة في السياسة الاستعمارية ببلاد الإسلام "مثل التنصير تارة" والعمل علي "العلمنة للإسلام تارة أخري " وتغريب العقل المسلم في كل الأحيان. ) وهنا يرى د.عمارة أن التنصير وعلمنة الإسلام من الأسلحة التى يحارب بها الغرب الإسلام وتغرب العقل المسلم ويعود فيقول (هناك تصاعد لأصوات الغضب والاحتجاج ضد ما يسمونه "خطر أسلمه أوربا ".. فهل نحن أمام صعود وتصاعد "للغة الدينية" في إطار الثقافة والسياسة العلمانية في الغرب؟.) فلماذا إذن يحق للدكتور عمارة لنفسه إعتبار المسيحية والعلمانية من الأسلحة التى تحارب الأسلام وينكر نفس الحق على أوربا العلمانية فى إعتبار أسلمة أوربا خطرا يهدد كيانها العلمانى ؟وهنا تقفز أمامنا الكثير من التساؤلات نتمنى أن نجد لها إجابة عند الدكتور محمد عمارة وهى لماذا الحديث عن معادة العلمانية للإسلام فى هذا التوقيت بالذات ومشكلة تركيا التى اتخذت ذريعة لهذا الحديث ؟ وإلى متى يظل الخطاب السياسى الإسلامى خطاباً منعزلاً ومتقوقعاً عن الواقع ومغيبا فى ظنياتة ؟ وإلى متى التباكى على دولة الخلافة بسبب وبغير سبب بشكل مباشر أو غير مباشر ؟ والى متى إيهام الشعوب المسلمة بالاضطهاد الكونى على غير الحقيقة ؟ كاتب وباحث
الاثنين، 10 أغسطس 2009
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق