الخميس، 20 أغسطس 2009

قتله الزيتون


قتلة الزيتون
بقلم أحمد الخطيب
سوف أسمح لنفسى بالكشف عن مجموعة من المعلومات فى حادث خلية الزيتون الذى يخضع المتهمون فيه الآن للتحقيق أمام نيابة أمن الدولة العليا بعد أن كان من المفترض أن تكون هذه المعلومات بعيدة عن النشر، لكنى وجدت أن الكشف عنها ضرورة للقارئ الذى من حقه الاطلاع عليها.
فالمتهمون تم القبض عليهم بعد حوالى عام ونصف العام من ارتكاب الجريمة التى وقعت فى شهر مايو 2008، عندما ركب ثلاثة منهم «موتوسيكل» غير مرخص، تم الإتيان به من أجل الاستيلاء على ذهب محل كليوباترا بالزيتون الذى يمتلكه مسيحى انتهت بقتله والعاملين فيه فى وضح النهار بعد أن لعبت الأفكار المتطرفة- خاصة فكرة استحلال أموال غير المسلمين- فى رؤوسهم وهى فكرة جلبت على الدين الإسلامى الكثير من الأذى والطعن والقذف فى حقه.
فعل المتهمون فعلتهم، ولعدم الخبرة والاحتراف قتلوا خمسة ولم يحصلوا على قطعة واحدة من الذهب، نظرا للذهول الكبير الذى اعتراهم من الحادث، ولاسيما أن هذا الحادث هو الأول الذى نجحوا فى تنفيذه بعد أن فشلوا فى عشر محاولات، كان من بينها محاولة قتل رجل شرطة برتبة «صول» من أجل الحصول على سلاحه الميرى وأخرى بقتل عساكر الشرطة البسطاء بسقايتهم سم «السيانيد» القاتل، من أجل الحصول على أسلحتهم ومحاولات أخرى لقتل أطباء صيادلة داخل عدد من الصيدليات من أجل الحصول على الأموال.
فشلت كل هذه الحوادث ونجحت عملية الزيتون بقتل أبرياء لا ذنب لهم ولا جريرة سوى أنهم كانوا أهدافاً لأفكار تحمل اسم الدين الإسلامى كما هو الحال مع الآلاف ممن قتلوا وسيقتلون تحت وقع هذه الأفكار.
ظل المتهم الأول بعد الحادث داخل منزله أكثر من أسبوع، كانت زوجته تسأله عما يُقعده داخل المنزل، ولماذا لا يذهب إلى المسجد ليؤدى الصلوات ولا يعتلى المنبر ليخطب فى الناس كما هو حاله فكان يتعلل بالمرض إلى أن خبت جذوة الاهتمام بالحادث من قبل وسائل الإعلام وأجهزة الأمن التى كانت تضرب الأخماس فى الأسداس عمن وراء الحادث، وهل هو جنائى أم سياسى، وإذا كان جنائياً فكيف تعجز المباحث عن الاتيان بمن هم معتادو الإجرام فى مثل هذه الحوادث وإذا كان سياسياً فقد أنهت الجماعات الإسلامية بمراجعات فقهية صادقة مثل هذه الأفعال.
كانت الحيرة هى شعار الحادث طوال عام ونصف العام رتب خلالها المتهمون أحوالهم للسفر والإقامة الدائمة بالخارج توهما بموت الحادث، أو تقييده ضد مجهول لكن إرادة الله أبت أن يفر هؤلاء بالجريمة، وفى إحدى الحملات الدائمة التى تقوم أجهزة الأمن بها على الغلاة من الإسلاميين، وهى حملات روتينية دورية لا تتعدى مدة القبض فيها يومين أو ثلاثة على الأكثر كان من بين المقبوض عليهم شخص يدعى أحمد الشعراوى، جاء من السعودية لتوه ليرتب أوراقه فى أسبوع ليأخذ زوجته للانتقال للعيش والإقامة الدائمة.
ظن الشعراوى أنه تم الكشف عنه وعن جريمته المتهم فيها فباغت أجهزة الأمن باعترافات تفصيلية وكاملة عن حادث الزيتون ووجدت أجهزة الأمن نفسها أمام مرتكب الحادث فكان أول الخيط فى القضية، أخبر بعدها عن شركائه وانتهت المفاجأة باعترافات المتهمين عن تكوين ثلاث سرايا جهادية فى ضاحية عزبة النخل بعين شمس والمنصورة وتعيين أمراء لهم ونواة كاملة لخلية من خلايا التكفير النائمة.
المعلومات المؤكدة أن باقى المتهمين فى القضية، فيما عدا الثلاثة مرتكبى الحادث، ليس لهم علاقة بالجريمة بل إنهم رفضوا فكرة الاستحلال وانقسموا عليها لكنهم كانوا يعرفون طوال العام ونصف العام مَنْ الذى فعل حادث الزيتون بصفتهم أعضاء فى الخلية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق