الجمعة، 25 فبراير 2011

بدايه حرب شعواء على البابا والكنيسه

حنان بديع ساويرس

ما أن أبدى الأقباط والمثقفون وكل من أرادوا أن تُصبح مصر دولة مدنية رغبتهم فى إلغاء المادة الثانية من الدستور إلا وخرج علينا الكثير من المتشددين والمتعصبين بتصريحاتهم مهددين تارة وقاذفين بأبشع الشتائم والسبائب فى الأقباط وبابا الأقباط تارة وبدلاً من أن تكون هناك لغة للحوار المتبادل إلا ولم يحتمل شديدى الكراهية والتعصب الأعمى لشركاء الوطن مجرد الكلام فى هذا المطلب الذى بات مُلحاً بعد ثورة 25 يناير ولا سيما من الأقباط ولم يكن هذا المطلب حديثاً فكثيراً ما طلبنا هذا المطلب وتناولناه فى مقالاتنا بل فى الحوارات مع أبرز الشخصيات العامة بل وكان مطلب الكثيرين من الحقوقيين ولكن لم يهتم أحد بذلك ولكن تجدد الأمل بعد الثورة الآخيرة وأصبح يلوح مرة آخرى فى الأفق لذلك خرج الكثير من الرافضين مجرد الحديث عنه مُعلنين آرائهم بمصادرة حتى الكلام عنه فى محاولة منهم لقطع خط الرجعة حتى فى مُجرد الحديث عنه أو المناقشة فيه وسنتناول هنا شخصيتين على سبيل المثال وليس الحصر فالشخصية الأولى هو شيخ الأزهر أحمد الطيب وهو شخصية يتأثر بأرائها الكثير من الأخوة المسلمين فمثلاً قال فى تصريحاً له أن المادة الثانية من الدستور التى تنص أن الشريعة الإسلامية مصدر رئيسى للتشريع ليست مطروحة للتغيير أو التحديث والأقتراب منها بمنزلة محاولة لنشر الفتنة فهى من ثوابت الدولة والأمة والحديث فى تلك المادة هو مصادرة للديمقراطية التى نأمل الوصول إليها ومصادرة على الحريات ।
فأولاً : يا فضيلة الشيخ أريد أن أطرح عليك سؤالاً لماذا لا تُطرح هذه المادة للتغيير أو التحديث ألم يكن من أساسيات ثورة 25 يناير أن تصبح مصر دولة مدنية وكيف تكون ذلك وهى تتعسف بقوانينها ضد فئة من أبنائها وتسلبهم حقوقهم وتتجاهلهم بتطبيقها لقوانين مخالفة لمُعتقادتهم وتمنح كل الحقوق لفئة آخرى بحجة أنهم الأغلبية . ثانياً : هل نفهم من تنويهك بأن الأقتراب من المادة الثانية بمنزلة محاولة لنشر الفتنة فهل نعتبر أن هذا بمثابة تهديد غير مباشرللأقباط إذا حاولوا مُجرد التفكير فى إلغاءها أم تحاول بهذه العبارة تأليب المسلمين على الأقباط وهذا واضح جداً بين طيات كلامك الذى يبدو مُستتراً لكنه واضح وضح النهار وكيف أن يكون الحديث فى تلك المادة مصادرة للديمقراطية فأى ديمقراطية التى تتحدث عنها هل الديمقراطية للأخوة المسلمين فقط هى الديمقراطية التى تأملها وليضرب الأقباط رأسهم بعرض الحائط !! وعن قولك بأن الكلام فيها هى مصادرة للحريات فحقاً أن الحريات بالنسبة لكم هى حريات المسلمين فقط فقد تعودتم منذ أكثر من ثلاثون عاماً على الأحساس بأنكم وحدكم فى هذا البلد وتعودتم بأن تنالون حريتكم على رقاب وحرية الأقباط فرغم أن وجود هذه المادة هى مصادرة لحريات الأقباط وإلغاؤها لا يمس حريات المسلمين فى شئ ولكن هى شيمة من يبحث عن نفسه فقط فى أن يرى الحرية له ولأتباعه وبالتبعية تُقلب الموازين !! ومن أجل حريتك تُقمع حريات الأقباط فلا أجد سوى التعجب الشديد !!

والشخصية الثانية ممن أثار حقدهم وكراهيتهم وتعصبهم الأعمى للبابا وللكنيسة الحديث فى تلك المادة هو مقال المدعوة زينب عبد العزيز فأنا قد تناولت فى عشرات من المقالات سابقاً ردود على الأكاذيب والأفتراءات التى تلصق بالبابا والكنيسة سواء من كُتاب معروفين بجرائد شهيرة أو حتى المغمورين منهم ولكن لم يصادفنى كم التناقضات والأكاذيب والأفتراءات والسبائب وبجرأة غريبة وكأنها حقائق مثلما قابلنى فى هذا المقال ولكننى شعرت بأن كاتبته من المؤكد أن بها روح شريرة لذلك أنتهرها بأسم الرب يسوع المسيح وأحاول من خلال هذه السطور أن أرد على هذه الأكاذيب والحيل الشيطانية فهذه الشخصية غير معروفة وربما أرادت الشهرة من وراء تطاولها على قداسة البابا وعلى الكنيسة فهذه عادة الكثيرين ممن يريدون التسلق على حساب الكنيسة فلها بعض المقالات من هذه النوعية الغير مُتحضرة فى قذف وسب باباوات الكنيسة فلها سابقة فى التطاول على بابا الفاتيكان وآخيراً على قداسة البابا شنودة فيبدو أن لديها عقدة بسبب الأب فعندما تسمع كلمة بابا تقوم بكتابة مقال للقذف والسب فيه !! وسألخص ما قالته بقدر إستطاعتى حتى لا أطيل عليكم فمثلاً قالت المذكورة موجهة حديثها لقداسة البابا أن الثورة الآخيرة كشفت عن الموقف غير الأمين لك وأنك حرمت أتباعك من المشاركة فيهاوأن الكنيسة تحولت لدولة مارقة وتواطؤك مع النظام البائد وفساده بل وبكاءك الحارعلى إقتلاعه وبعد نجاح الثورة أرتفع صوتك لتركب الموجة والآن تتطالب بكل جبروت بإلغاء المادة الثانية من الدستور"وفى مقطع آخر تقول و تقوم بترديد أن الأقباط فى مصر مضطهدون دينياً من قبل النظام المصرى والعمل على قلب نظام الحكم فى مصر وتغيير دينها .

فقداسة البابا لا يختلف على وطنيته أثنان وموقفه عندما قال للشباب القبطى أن لا يشترك فى المظاهرات كان موقف الأب الذى يخشى وقوع الضرر أو الشر بأبنائه سواء أن يتم القبض عليهم أو أن يقُتلوا برصاصات غادرة أو غاشمة ولا سيما أن المظاهرات فى البداية لم يتضح لها رؤية معينة ومن الذى ينادى بها وهل هى فى الصالح العام أم لا فأى أب لم ينصح أبنائه بالأبتعاد عن أى شغب خوفاً عليهم وعلى حياتهم ولا سيما أنه لا يعرف المصدر لهذه الثورة فى البداية وهذا يتنافى تماماً مع كلامك المتناقض بأن البابا يريد قلب نظام الحكم فإذا كان يريد ذلك لكانت هذه فرصة عظيمة بالنسبة له لنوال مقصده فلماذا إذاً يتواطئ مع نظام أنت بنفسك شهدتى بأنه يضطهد الأقباط عندما قلتِ أنه يردد ان أقباط مصر مُضطهدين فأذا كان قداسة البابا أعلن حسب إدعائك الكاذب بأن الأقباط مُضطهدين فلماذا سيتواطئ مع هذا النظام أحباً مثلاً فى الأضطهاد!! ومع ذلك فقد شارك الأقباط فى تلك المظاهرات وأستشهد منهم الكثير وقامت بعض البرامج الفضائية بإستضافة أسرهم أم أنك تقصدين إنكار دمائهم وإهدار حقوقهم لما قد تجنيه هذه الثورة من ثمار وعن وصفك للكنيسة بأنها تحوات لدولة مارقة أى انها لا تنفذ القوانين ومن الواضح أن هذا تلميحاً منك لرفض قداسته الحكم الصادرمن المحكمة الأدارية فيما يخص أمر الطلاق فى المسيحية ومع ذلك أن هذا الحكم هو تدخل من الدولة فى صُلب العقيدة المسيحية وتعاليم السيد المسيح فعجباً وكل العجب فما تعطيه حقاً لنفسك هو نفسه ما تنكريه على غيرك ففى الوقت الذى تنادى فيه بعدم المساس بالمادة الثانية وتطبيق الشريعة الأسلامية على غير المسلمين تعتبرين أن الكنيسة أصبحت دولة مارقة لمجرد تمسكها بتعليم الكتاب المقدس !! وعن وصفك للبابا بأنه بكى بكاء حار من أجل إقتلاع هذا النظام الذى فى الأساس يضطهده ويضطهد أتباعه فهل أنتِ رأيتِ بنفسك بكاء البابا الحار أم هذا من وحى خيالك المريض فلو كنتِ كلفتى نفسك وشاهدتى عظة البابا يوم الأربعاء الماضى بعد الثورة وإقتلاع النظام وكانت هذه العظة الأولى له بعدها لكنتِ لمستى بنفسك مدى سلامه وأنه كان أكثر بشاشة من ذى قبل أى لم يبكى أو يعلن حتى حزنه بسبب نهاية النظام بل كان يداعب شعبه بروح الفكاهة والتفائل المعهودة عنه فأين شاهدتيه يبكى وبحرارة عجباً لأكاذيب بدون براهين وإفتراءات بالقول بدون أى دلائل فهذه شيمة الجهلاء والمتعصبين !! * أريد أن أعرف متى طلب قداسة البابا وبكل جبروت على حد تعبيرك بإلغاء المادة الثانية من الدستور فهل طلب هذا فى الخفاء أم طلبه وأنت الشخصية الوحيدة فى مصر التى سمعتِ طلبه هذا فهو لم يتطرق للحديث فى هذا الأمر أبداً وهذا لحكمته المعهودة عنه لإدراكه بحساسية الطلب من شخصية مثل قداسته فهل يُعقل أن يكون طلب البابا هذا ولم نسمعه إلا منكِ فلو كان طلب قداسته هذا لكانت تناقلته وكالات الأنباء والفضائيات وأصبح حديث الساعة وهذا لترقُب العالم كله لآراء قداسته ولأصبح مطلبه هذا الشغل الشاغل للأرهابيين والمتعصبين أمثالك للتشدق به وبأنه سيشعل الفتنة الطائفية وإستخدامه فى التهديد والوعيد للأقباط فتقومين أنتِ وأمثالك بنسب كلام لقداسته لم يتفوه به عملاً بالمثل الشائع " ضربنى وبكى وسبقنى وإشتكى" ورغم أن هذا الطلب مشروع ومن حق الأقباط وهم أصل مصر أن يطلبونه أو على الأقل أن توضع قوانين الكنيسة وشرائع الأنجيل الذى يحكمنا بالدستورأيضاً فى حالة عدم إلغاء المادة الثانية سواء بالأخوة المسلمين فمن حق أصحاب أى ديانة أن تُطبق تعاليمهم وشريعتهم عليهم ولا يُطبق عليهم ما لا يعتقدونه من شرائع * وأما عن قولك بأنه يطلب تغيير دينها والمقصود" دين الدولة " فلى هنا تساؤل هل الدولة إنسان وله أن يعتنق دين مًُعين؟!!

فأنا أعلم أن من يريد أن يعتنق المسيحية فعليه أن "يعتمد" وبلغتك " يتنصر" وأيضاً من يريد إعتناق الإسلام عليه أن يُشهرإسلامه بالأزهر ولكن عن الدولة فماذا تفعل لتُصبح مُسلمة فهل أيضاً ستُشهر إسلامها بالأزهر!! كما قال ذلك الرئيس السادات فى خطابه الشهير " أنا رئيس مسلم لدولة إسلامية !!" فكيف إذا يريد البابا أن يغير دين الدولة وهنا تقصدين بالحرف تغيير دين الدولة وليس دين مواطنين الدولة فهذا حتى لا يعتقد أحد بأنها قصدت " التنصير" فهى تقصد بتغيير دين الدولة أى إلغاء المادة الثانية من الدستور كما ذكرت فى مقالها الإتهامات المُعتادة للكنيسة والبابا والتى أصبحت هراءاً بل نعتبرها نُكتة سخيفة من كثرة ترديدها بلا إستحياء فعندما تُلقى على مسامعنا لا تثير إلا ضحكات الإشمئزاز والإستخفاف بعقول لا يعلم بها إلا الله وحده من مكائد قد تقوم بتدبيرها لذلك تطرح قبلها أرضية من الأكاذيب لإشعال الفتن ومن أشهر هذه الإدعاءات والحديث هنا أيضاً موجهاً لقداسته فتقول تريد تقسيم البلاد لإقامة دولة دينية قبطية فى جنوب مصر وتكديس الأسلحة فى الأديرة تحسباً لمعركة تعد لها كما تطرقت لأحداث العمرانية ووصفتها بالإجرامية والتخريبية وإستخدامهم الأسلحة والحجارة فى ضرب رجال الأمن وتعطيل المرور ولا ننسى الإتهام الشهير بالأستقواء بالخارج والمطالبة بحذف خانة الديانة * فأولاً أريد أن أطمِئنك أن قداسة البابا لا يمكن أبداً أن يفكر لحظة ما فى تقسيم مصر ويكون نصيبنا منها الجنوب كدولة لأننا أولاده ونفهمه جيداً حتى قبل أن يتكلم فعندما يقول تعليق عادة يكون موجه لله وليس للبشر فنحن نفهم مقصده جيداً كما يفهم الأبناء آبائهم فى الجسد من نظرة عيونهم لهم وليس من كلمات يلفظونها وأطمئنك أكثر لأننا نحن أبنائه أيضاً نرفض معه بل نُصر فى حالة لو تم العرض علينا بأن تكون لنا دولة فى جنوب مصر ولكن من الواضح أن خيالك واسع وتظنين أننا سودان آخرى كلا فنحن نرفض هذا وبشدة وسأذكر لك لماذا نرفض أن تقسم مصر

1 - أننا أقباط مصر أصحاب هذا البلد الأصليين وليس دخُلاء عليها مثلك فمالك الشئ دائماً يخشى عليه من أن يُقطع أويُقسم .

2 - هذه أرضنا المُقدسة التى خصها رب المجد يسوع المسيح مع عائلته المُقدسة للإستقرار بها ما يقرب من أربعة سنوات والذى قدس معظم أراضيها بزيارته لها بل سكنه فيها .

3 – هذه الأرض الذى يوجد بكل أرجاءها مذابحنا وكنائسنا وأديرتنا الأثرية منها أو الحديثة والتى لنا بها أجمل ذكرياتنا .

4 – هذه الأرض الذى لنا فى كل شبر فيها حكاية وذكرى سواء قام التاريخ بسردها أو تجاهلها كعادته فكيف نترك لكم البلد بأثرها لنأخذ جانباً فى صعيدها .

5 – هذه الأرض الذى قال عن شعبها السيد الرب " مبارك شعبى مصر " ونحن ننتظر وعده بالمزيد من هذه البركة سواء حدثت أوسوف تحدث .

فلا تخافى ولا ترتعبى فأننا لن نترك أرضنا ولن نترك مصرنا حتى لو طلبتم أنتم منا ذلك .

أما عن وجود أسلحة فسوف أقول شئ بسيط لماذا لم تظهر هذه الأسلحة حتى يدافع الأقباط عن أنفسهم ضد الهجوم المتكرر عليهم ولا سيما الهجوم المتكرر على الأديرة التى تدَعون بوجود أسلحة بها وعلى سبيل المثال عندما هجم العُربان على الرهبان العُزل فى دير أبو فانا وقاموا بخطفهم وسحلهم فلو كان لديهم أسلحة لكانوا أطلقوا ولورصاصة واحدة فى الهواء حتى يفرهؤلاء المُعتدين الجُبناء وعن تعليقك على أحداث العمرانية والذى قُتل فيها أثنان من الأقباط فى ريعان شبابهم بخلاف المُصابين وبدون إستحياء تدعى بأن الأقباط أستخدموا فيها الأسلحة وهذا ما لايتم نشره فى أى جريدة ولكن واضح أنك صاحبة السبق الصحفى فى الأكاذيب ورغم إستشهاد الأقباط فى هذا الحادث وفى المُقابل لم يقع قتيل واحد من قوات الأمن المُعتدية ولكن" إن لم تستحى فأفعل ما شئت " فنوهتِ على أن الأقباط أستخدموا الحجارة لضرب أفراد الأمن فطبعاً من وجهة نظرك المليئة بالتعصب كيف يستخدم الأقباط الحجارة للدفاع عن أنفسهم أثناء إطلاق الرصاص الحى عليهم فهذا لا يصح فكان يجب عليهم الموت فى هدوء وصمت فمن وجهة نظرك أنهم ليسوا ببشر يشعر وليس من حقهم حتى الدفاع عن أنفسهم ورغم ذلك فأنه أتضح بعد ذلك كما روى شهود العيان أن أفراد الأمن هم من قاموا بقذف الحجارة على الأقباط وهذا تم تصويره بالفيديو ورأيناه جميعاً وعن الأستقواء بالخارج والذى لم يحدث أن قام قداسته بالإستغاثة بأى جهة خارجية وهذا ما كان يثيرغضب وحفيظة بعض الأقباط أحياناً لأنه لم يحاول فضح الإضطهاد الواضح والصريح للأقباط فى وطنهم مصر وعن المطالبة بإلغاء خانة الديانة فما الذى يضيرك من ذلك أم أنك تصرين على وجود خانة الديانة لتساعد المتعصبين فى إضطهاد الأقباط وإلغاءها سيكون مُزعج بالنسبة لكِ فتريدين أن ترفعين عن كاهلهم عناء وشقاء البحث فى معرفة من أمامهم قبطى أم لا وحتى لا يجهد المتعصب نفسه سائلاً من أمامه ما هو أسمك الرباعى حتى يعرف ديانته فيقوم معه بالواجب فى أقل وقت ممكن !! كما قالت أن قداسته يطالب بإلغاء تعليم القرآن ومسابقات تحفيظه فقداسته لم يطلب مثل هذا أبداً ولكن نحن كأقباط نطلب ونُصر على عدم تحفيظ أبنائنا وبناتنا القرآن أى لا يصح أن يحفظون ما لا يدينون به كما لا يرضى المسلمون أن يتم تحفيظ أبنائهم الأنجيل وهذا حقنا فلا يصح أن تقومين بنسب هذا الطلب لقداسته زوراً مع تعميمك الخبيث بأنه لا يريد تحفيظ القرآن لكى كل من يقرأ مقالك يفهم أن الطلب برفض تحفيظه حتى للمسلمين وتسترد فى حديثها مُعلنة أن الدولة مُتمثلة فى النظام السابق كانت مغلوبة على أمرها وتقدم تنازلات إستفزازية للكنيسة * فطبعاً لكِ كل الحق فالدولة ترتعد من الكنيسة فالكنيسة كما تزعمين لديها أسلحة للحرب والقتال فربما تكون الدولة خافت من أن تنهزم فى الحرب التى من الممكن أن تشنها الكنيسة عليها وتصبح أمام نكسة جديدة مثل نكسة 67 فلا تعليق!! لكن أريد أن أعلم ما هى هذه التنازلات التى قدمتها الدولة للأقباط ولماذا لم تذكُريها هل لم يتسع لكِ الوقت لمزيد من المؤلفات فكان من الممكن أن تنوهين على أنك ستُكملين تأليف الرواية فى الحلقة القادمة أم أنك ترين أن الأضطهاد الموجه من النظام السابق ضد الأقباط وتصفيتهم بشكل متقطع لكنه منُتظم كان غير كافِ وكنت تتمنين أن يقوم النظام السابق والذى لا أعرف هل أنت معه أم ضده من كثرة تناقضاتك تعاطفاً معه تارة وضده تارة ولكن التى لم تختلفين عليه هو كرهك وتعصبك الأعمى ضد الأقباط وبابا الأقباط أقول كنتِ تُريدين أن يقوم النظام السابق بقتل الأقباط بشكل جماعى توفيراً للوقت والمجهود وبدلاً من عناء التفكير فى خطط جديدة تُنظم ضدهم !!

وتسترسل فى الأفتراء فتقول أما عن إدعائك بظلم الأقباط وحرمانهم من المناصب العليا بها بينما ثلاث أرباع الأقتصاد فى أيدى الأقباط وذكرت أسماء رجال الأعمال من الأقباط بالأسم ولا سيما المهندس نجيب ساويرس . * فطبعاً هذا الموضوع مفروغ منه وهو أن الأقباط لا يُعينون فى الوظائف العليا بالدولة مثل الجيش والجامعات والمجالس النيابية أو أمن الدولة والمخابرات وجميع أجهزة الدولة الحساسة وهذا ما قام بالتصديق عليه الكثير من المسلمين المعتدلين قبل الأقباط أما عن قولك بأن الأقتصاد المصرى فى يد الأقباط فهذا لرضا الرب عنهم وتعويضه لهم عن مايحدث ضدهم من تمييز فى ظل النظام السابق الذى قصد حرمانهم من أبسط حقوق الإنسان وهو أن يأكل أو يعيش مع المساهمة الفعلية فى قطع أرزاقهم ولكن بارك الله فى عمل الأقباط لأن الحياة هى هبة من الخالق وليس من المخلوق فكان الرب معهم كما" كان الرب مع يوسف فكان رجلاً ناجحا " ففى الوقت الذى حاول النظام قتلهم جوعاً فتح الرب لهم طرق آخرى وهذا ثمرة كفاحهم وعرقهم ومجهودهم أم أنك شديدة الحزن لأن الرب أفسد ما تتمنين من خطط سنوات طويلة ماضية من عهد الرئيس الراحل أنور السادات فى محاولة شيطانية لقتل الشعب القبطى جوعاً وهذا لعدم إعطائهم فرص عمل ليعيشون منها والتمييز ضدهم فى الوظائف العامة فهل تحقدين عليهم لأن الرب أمر لهم بالبركة حتى يصبحون سبباً فى فتح بيوت آلاف الأقباط بل المُسلمين أيضاً وهذا من أموال شركات الأقباط التى تحسدينهم عليها ولا سيما عائلة ساويرس والذى دائماً يقوم الأرهابيون بحملات هجومية ضدهم فقد تم تأميم شركة أنسى ساويرس فى عهد عبد الناصر وبدأ الرجل مرة آخرى من الصفر وماوصلوا له الآن هو حصاد شقاؤه مرة آخرى أم تريدين أن يعود هذا الزمن مرة آخرى والذى تحلى بالظلم لتُشفى غليلك ثم تحدثتِ عن تضخم أموال الكنيسة وأنه لا يوجد رقيب عليها ولا تخضع للرقابة من الجهاز المركزى للمحاسبات *وهذا لسبب بسيط فأن الكنيسة هى المكان الوحيد الذى لا تقوم الدولة بصرف جنيهاً واحداً عليه بعكس الأزهر الذى يتم تمويله من ضرائب الأقباط كما المسلمين وبناء الكنائس لا تُساهم فيه أى جهة بل عنما تُبنى كنيسة من تبرعات المُحبين تقوم الدولة كرم الله وجهها بهدمها مزيداً فى الخسائر!!بدلاً من المساعدة فى البناء كما نوهَت على أنهم كانوا يقولون أن مصر صاحبة الألف مأذنة ولكنها أصبحت الآن صاحبة الألف كنيسة فأولاً أريد أن أقوم بتعديل الجملة فأنه يُقال أن القاهرة هى صاحبة الألف مأذنة وليست مصر وهذا منذ سنوات طويلة لكننى أعتقد أن القاهرة الآن أصبحت صاحبة 5000مأذنة بخلاف الزوايا أما عن مصر كلها فعليكم أن تتخيلوا أصبحت صاحبة كم من المآذن ولكن الكنائس حتى الآن لم تكفى المُصلين ومنهم فى بعض القرى من يقوم بالصلاة فى خيام فلماذا تريدين رقيب على أموال الكنيسة وبأى وجه حق !! وآخيراً أعزائى القراء أعرف أننى أطلت عليكم ولكن مقالها الملئ بالأفتراءت كان طويلاً ولعلكم قمتم بقرائته فأنا قمت بالرد على القليل من الكثير منه لأنها تطرقت إلى الأزدراء بالمسيحية والكتاب المقدس وإذا شاء الرب سأحاول أن أقوم بالرد عليه فى مقال خاص فواضح أنها بداية حرب شعواء على البابا والكنيسة ممن أمتلئت قلوبهم سواداً وحقداً وحسداً شيطانياً والذى يعتبرون أن مُجرد بقاء المسيحيين على قيد الحياة وإستنشاقهم أنفاسهم إلى اليوم يعد جريمة شنعاء أقترفها قداسة البابا شنودة فواضح أن حسد الشيطان بسبب ترابط الكنيسة جعله كأسد جائع يجول يلتمس من يبتلعه ولا سيما خوفهم من إلغاء المادة الثانية من الدستورولكن لا يعنينا من أمرهم شيئاً "فأذا كان الرب معنا فمن علينا"

وكما قال الشاعر :

أُصبر على حسد الحسود فأن صبرك قاتله

كالنار تأكل نفسها إن لم تجد ما تأكله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق