بقلم: مادونا شاكر
ولكن علت جميع الأصوات الناعقة وطالبوا بإعدام رامى وعمه رغم أن عمه لم يكن متواجداً لحظة وقوع حادثة القتل إلا أنهم أصروا على إشتراكه مع رامى فى قتل أحمد ..
وبعد جلسات ومرافعات هيئة الدفاع عن المتهمين والإستئناف تم الفصل فى القضية وأصدر حكم بالإعدام شنقاً فى نوفمبر من الشهر الجارى على رامى وعمه بتهمة القتل مع سبق الإصرار والترصد ..وظلت المحاولات الكثيرة من جانب السادة المحاميين الموكلين بالدفاع عن المتهمين وتفنيد القضية والمطالبة بالنظر لجميع حيثيتها ومراعاة الحالة النفسية للمتهم لحظة إرتكابه الجريمة ..
والسبب الذى حركه وهو الدفاع عن الشرف أملاً فى إدراج هذه القضية تحت بند قضايا الشرف كجميع قضايا الشرف التى حُكم فيها من قبل .. لكن لم يراعى قاضى الظلم كل هذا وحكم بشكل نهائى فى 19/12 من الشهر الحالى بالإعدام شنقاً على رامى ليس لأن إنسان قتل إنسان ولكن لأنه مسيحى قتل مسلم ..
تم الحكم فى القضية من منطلق طائفى بحت بعيداً عن ما يسمى بالقانون والمدعوة عدالة بناءً على ديانة رامى ..وبالطبع كانت القضية محسومة من أول لحظة تسليم رامى لنفسه ..
وكان المحضر مكتوباً قبل تسليمه لنفسه بيوم واحد ..كما كان معلوماً براءة مجرمى ديروط وفرشوط الذين خربوا بيوت الأقباط وضربوهم فى مصدر رزقهم دون تعويض وسط زغاريد وتهليل ورقص ذويهم ..وبراءة كل مسلم يجاهد فى سبيل الله سواء حرق كنيسة أو خطف فتاة قاصر وإعتدى عليها وتزوجها وأشهر إسلامها رغماً عنها أو ..أو .. أو ..
دوبالرغم من كل هذه التوقعات كنا نأمل أن يُنظر لقضية رامى هذه المرة من منطلق عادل منصف ..
وأن يتساوى فى الحكم عليه بجميع المجرمين الذين قتلوا الكثير من الأقباط وحصلوا على سنة واحدة مع إيقاف التنفيذ أو براءة ..كنا نتمنى أن يتساوى رامى بأحمد قاتل الشاب رومانى بأسوان والذى أدعوا أنه مختل نفسياً وأخذ 45 يوم فى مستشفى الأمراض النفسية قابلة للتجديد ولم يحصل إلى يومنا هذا على حكم نهائى بحجة أنها جريمة شرف مع أن طريقة إرتكاب الجريمة تدل على أنها جريمة إنتقام وتمت بمعاونة آخرين مع سبق الإصرار والترصد وإليكم تفاصيل هذه الجريمة البشعة على هذا الرابط :
http://coptsrights.com/home/index.php?option=com_content&task=view&id=2459&Itemid=39وأيضاً إلى الآن لم يحكم على قتلة شماس الأسكندرية الشهيد جورج فتحى ..
http://www.coptreal.com/wfiles.aspx?f=69 رغم إعترافهم بإرتكاب هذه الجريمة البشعة مازلوا طلاقاء ووالد القتيل يتجرع كؤوس الحزن يوماً بعد يوم على إبنه الوحيد ..
وليس هناك من يقيم العدل على أرض المحروسة سوى مزيد من التنكيل بلا رحمة ولا شفقة . إلى متى يتم السكوت والتعيتم على حقوقنا ويظل دم الأقباط بلا ثمن ويحكم فى قضايانا من منظور طائفى عنصرى متطرف؟!!..
أننى كمواطنة مصرية أناشد كل الجهات والمنظمات الحقوقية ورجال القانون الأقباط والمسلمين المستنيرين بضرورة التدخل والتكاتف جنباً إلى جنب والدفاع عن حقوق الأقباط المهدورة كجزء من هذا الوطن ..وإستئناف حكم الإعدام الظالم على رامى وعمه .. والمطالبة بحكم عادل وفقاً للمواد الديستورية والقانونية بعيداً عن النزعة الدينية المتطرفة التى يتم التعامل بها فى جميع قضايانا بلا إستثناء .إذا كان رامى عاطف وعمه يستحقون الإعدام حقاً .. فهناك المئات غيرهم يستحقون الإعدام ليس مرة واحدة بل عدة مرات .. إذا كان رامى عاطف أجرم فى نظر المجتمع فهناك الآلاف يجرمون فى حقه بجرائمهم البشعة ضد الأقباط ولازالوا يمرحون ويضحكون فى حرية كاملة .. بينما هناك قلوب ثكلى تئن على أبنائها الذين فقدتهم جوراً وعدواناً . وفى نهاية مقالى هذا أحب أن أختم بتعليق أثر فىّ كثيراً عندما قرأته لأخ مسيحى سورى ..أتمنى أن تشعروا عند قراءته بنفس مشاعرى ..
علق فيه على موضوع رامى فى موقع الأقباط متحدون بتاريخ 23 / 12 / 2009 .. بعنوان " رامى والخط الأحمر " فكتب يقول : ( دخلت مكتبى هذا الصباح وقلت سأتصفح موقع الأقباط وفي نفسي فكرت أنه بعد يومين عيد الميلاد فماذا يا ترى سوف أشاهد على هذا الموقع ؟ .. وبماذا يمكن أن أكتب بمناسبة العيد وخطر لي خاطر ذكرني برامى وقضيته فقلت سأرسل له تهنئة .. وللمفاجأة فبعد إنقطاع لا بأس به عرض موقع الأقباط مجدداً لقضية رامى ..
قلتها وأقول إن قضية رامى خط أحمر فإذا نفذ فيه الحكم فهذا يعنى أن 15 مليون قبطى يستحقون الموت وهم ليسوا أهلاً للحياة الكريمة !! .. نعم فكلنا نعرف أن موقفاً متميزاً لأى رجل أعمال قبطى أو مسئول دينى أو علمانى يمكن أن يغير مجرى الأحداث .. فالأوضاع لم تعد كما كانت أيام المجرم السادات عندما كان نظام مصر يحظى بدعم الغرب المنحط بسبب توقيعه إتفاقية كامب ديفيد حيث لم يكن الغرب ينصت لصراخ وتظلمات الأقباط كرمى لعين المجرم السادات ..
أما الآن فنظام مصر لا يحظى بهذا الدعم وعلى الأقباط أن يستغلوا ذلك لنيل مطالبهم المحقة .. اقول للأستاذ نجيب من إتهام جلادى نظام مبارك لك بإستعطاف الغرب لأنهم لا يفهموا بالحق والمنطق ولابد من تدخل خارجى لإحقاق الحق ..
وأخيراً يا أقباط مصر لا تنسوا دعم أسرة رامى فى مناسبة العيد ةكذلك رامى وخاله ..
واخيراً أقول لهما كل عام وأنتما بخير وتشجعوا لأن الرب معكم ) .رامى ورأفت كل عام وأنتما بخير ونتمنى هذا العام أن تكونا أحياء تكملوا عقوبة السجن على خير بعد أن يستيقظ ضمير القاضى ويعدل عن ظلمه ويحكم عليكما بالعدل ..
كل عام والجميع بخير فلنصلى جميعاً من أجل رامى وعمه