الجمعة، 10 سبتمبر 2010

الشيوخ وحرق القرآن , بقلم ناتالى أحمد


الشيخ ابن اسلام يتكلم عن قس نصراني يسميه "إرهابي" لانه يريد ان يحرق القران.
لا ندري لماذا كل المعايير مقلوبة و مزدوجة في قواميس الشيوخ. ففي مصر قام الشيخ ابو اسلام بطبع نسخة من انجيل النصارى مقدماً له بأنه كتاب محرف... و لم ينتقده الشيخ ابن اسلام... لكن حين يقوم قس مغمور في اخر الدنيا بحرق نسخة من القرأن الذي كان وراء مقتل الالاف من ال...مدنيين في بلاده يصبح ارهابياً...
المصيبة انه في الوقت الذي لم ينتقد فيه نشر الكتاب المسئ للانجيل...انتقد البابا شنودة قيام تيري بحرق القرأن....لكن الشيوخ و عوض ان يشكروا البابا يشيعون انه قام بذلك خوفاً و مجاملة...بمعنى انه سواء تجاوب الاخر مع المسلم او لم يتجاوب...النتيجة ذاته
فاما ان يقولوا هو كافر محارب...او هو كافر مجامل متخفي
من المعروف لابن اسلام و ابو اسلام و زمرتهم ان القرأن مؤلف و محرف... عمر بن الخطاب نفسه كتب الكثير من اياته...بالاضافة الى عثمان حرق كل نسخه المتناقضة و ضاعت منه سور و ايات كثيرة بشهادة عائشة و البخاري و غيره من الكتب الصحيحة... هذا عدا عن الروايات الكثيرة للقرأن و التي لا تسمح الحكومات الاسلامية بتداولها... و لا يسمح لاي ناقد للقرأن بعرض مادته العلمية فيكفروه و يطردوه و ينفوه...كما حصل مع طه حسين و نصر حامد ابو زيد..
ناهيك هن كون القرأن المصدر الاساسي في الارهاب من خلال اياته الناسخة لكل ايات السلم...و مع ذلك يعتبر الشيوخ من ينتقد القرأن...او من يقوم بتعبير سياسي عن رفضه لتعاليم هذا الكتاب الاجرامية ارهابياً....في حين يقومون باتهام كتب الاخرين و مهاجمتها ليل نهار... و علنياً....
لماذا ينتقد شيخ الازهر و رئيس الجمهورية تيري القس المغمور و لم ينتقدوا بالاولى ابو اسلام الذي بلادهم و الذي تهجم علناً على كتاب اليهود و النصارى و طبعه على انه كتاب محرف؟؟؟؟؟
ماذا لو قام احد الكهنة بطبع القرأن على انه كتاب محرف؟؟؟؟؟ ليس علينا ان نخمن... فالجميع حذروا من العنف نتيجة عمل تيري....اي ان الجميع و الحمد لله...اصبحوا بعترفون ان الاسلام دين ارهابي عنيف...
المسلمون ينعتون ممارسة الاخرين لحريتهم في التعبير ارهاب.... اما قيامهم بارهاب الاخرين فهو رد فعل...
ما زالت العقلية الاسلامية تعيش في مرحلة الطفولية من غير ان تكون قادرة على التعاطي مع العالم بشكل ناضج و اعي و مسؤول....كالطفل ينفجر باكياً لاقل سبب..و على الاهل مراعاته لكي لا ينزعج....هكذا يتعامل العالم المتحضر مع المسلمن...
"لا تتكلم عن محمد لئلا ينفجر الطفل باكياً و يثير اعمال العنف"
"لا ترسم محمد لئلا يبكي الطفل طوال الليل...."
"لنعتذر عن الرسوم المسيئة فيفرح الطفل"
"هؤلاء يعانون من الامية و قد تكون ردود فعلهم ارهابية همجية...من الافضل ان لا تثيرهم يا تيري"
و بالفعل هذا ما حدث....فقد تراجع القس تيري عن حرق القرأن بعد تكلم معه وزير الدفاع الامريكي نفسه, و نبهه على خظورة ذلك اذ يؤدي الى اعمال عنف اسلامية....
المسلمون مخلوقات ارتكاسية...كما قال احدهم... غير قادرين على مواجهة الاخر عن طريق رد فعل واعي مدروس و محسوب...بل يستجيبون بافعال انعكاسية عفوية تعكس ما في داخلهم من جهوزية للعنف و البطش..
لا تلمس اللعبة التي في يد الطفل...لئلا يبكي... فهو لا يجيد وسيلة اخرى للتعبير غير الانفجار بالبكاء...لا يجيد الاقناع و لا يجيد التفهم و الرد بالعقل...كل ما يفهمه التعبير عن سخطه باقصى طريقة متوافرة.
لكن الشيوخ يسيئون كالعادة قراءة الاحداث.... يعتبرون التراجع نصراً... و لا يتخذوا منه وسيلة ليثبتوا للعالم انهم يتجاوبون مع المساعي التي تحاول ان تنضجهم و تصل بهم الى ركب الحضارة الذي سبق المسلمين بالالاف من السنين
اصبح العالم كله يدرك ان المسلم ما هو الا قنبلة موقوتة.... و على الجميع ان يتصرف معه بحذر و يحاول ان يتجنب اغضابه.. ليس لانه على حق, و ليس لان لديه الحق في الحد من حرية التعبير لدى الاخرين...لا...لكن لمداراة نتائج انفعاله و عنفه....
يعمل العالم كله بجهد من اجل الوصول بالانسان المسلم الى مرحلة النضج...من اجل هذا كانت المطالبة بتغيير المناهج الدراسية...و تغيير الخطاب الديني و تجديده...الذي طبقته بعض الدول الاسلامية مشكورة....و ساهم الى حد كبير في النهوض بمجتمعاتها...في حين ما تزال دولاً مثل مصر ...تسمح لآفات ناطقة من شيوخ الوهابية في بث سمومها و حقن العقول بكل تخلف و جهل و كراهية و تعصب...